الاسهال عند الأطفال يعتبر من الأمور الشائعة التي تثير قلق الآباء والأمهات. فهو يمكن أن يكون عرضًا على مشكلة صحية مزمنة أو مؤقتة، وقد يكون مؤشرًا على التهابات في الجهاز الهضمي أو اضطرابات غذائية. في هذا المقال، سنناقش أسباب الإسهال عند الأطفال وطرق علاجه.

كيف يكون الاسهال عند الأطفال ؟

الاسهال عند الأطفال عبارة عن حالات تبرز مُتكررة لبراز مائي أو رخو يختلف عن النمط الطبيعي عند الطفل. يحتوي في بعض الأحيان على الدّم أو المخاط. قد يكون من الصعب تمييز الإسهال الخفيف نظرا لاختلاف عدد مرات التبرز و تماسك البراز باختلاف العمر والنظام الغذائي عند الأطفال الأصحاء. 

فمثلًا، يكون براز الرضع الذين يعتمدون في تغذيتهم على الإرضاع الطبيعي ولم يتناولوا طعاما صلبا على الأغلب برازا رخوا متكرر الحدوث ويعد طبيعيا. قد تشير الزيادة المفاجئة في عدد مرات التبرز ورخاوته إلى إصابة الرضيع به. إلا أن استمرار البراز المائي لمدة تتجاوز 24 ساعة لا يعد طبيعيا.

يمكن أن يحدث نقص في شهية الأطفال المصابين بالإسهال مع معاناتهم من القيء ونَقص الوزن أو حدوث حمى. 

إذا كان الاسهال عند الأطفال شديدا أو استمرَ لفترة طويلة، فمن المرجح أن يفقد الأطفال كمية كبيرة من سائل الجسم (التجفاف).يمكن أن يُصاب الرضع والأطفال الصغار بالتجفاف بسرعة أكبر خلال أقل من يوم في بعض الأحيان. قد يتسبّب التجفاف الشديد في حدوث اختلاجات وضرر في الدماغ والوفاة.

يتسبب الإسهال في حدوث 1.5 إلى 2.5 مليون حالة وفاة سنويا حول العالم. بحيث في الولايات المتحدة، يشكل حوالي 9% من حالات دخول المستشفى للأطفال دون سن الخامسة.

الاسهال عند الأطفال : أسبابه, أعراضه و طرق علاجه في المنزل

أسباب الاسهال عند الأطفال:

  • الإصابة بالطفيليات: عادةً ما يصاب الأطفال بالطفيليات التي تدخل الجسم عن طريق الفم محمولة على الطعام أو الماء، مثل الطفيليات الموجودة في ألعاب الأطفال الرملية أو أحواض السباحة.
  • العدوى البكتيرية: يمكن أن تدخل الأحياء الدقيقة و التي لا ترى بالعين المجردة، أو ما يسمى أحياناً بالعوامل الممرضة، إلى الجسم عن طريق العيون أو الأنف أو الجروح.
  • الاضطرابات الهضمية: يمكن أن يسبب عدم تحمل بعض المواد الغذائية إصابة الأطفال بالإسهال خلال عملية الهضم.

ما هي أعراض الاسهال عند الأطفال:

  • ألم البطن: يعتبر الإسهال اضطراباً هضمياً، وقد يترافق غالباً بتشنجات عضلية، أو مع ألم البطن الذي ينتج عن الانتفاخ مما يجعل الطفل يبكي كثيرا.
  • البراز السائل المتكرر: تعد الحاجة الملحّة للتبرز من الأعراض الجانبية له، الذي يتسبب بطرح براز سائل عدة مرات في اليوم، أحياناً يصاحب البراز نزول الدم.
  • الحمّى: يترافق الإسهال الناتج عن عدوى فيروسية لدى الأطفال عادةً مع الحمّى، ولذا يُنصح باستخدام ميزان الحرارة لقياس حرارة الطفل.

كيف تخفف الاسهال عند الأطفال في المنزل؟

من الضروري علاجه حتى لو كان خفيفًا، وذلك لأنّ فقدان السوائل يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الذي يؤثر في صحة الطفل كثيرًا، ومن الطرق المنزلية البسيطة التي يمكنك اتباعها لتخفيف الإسهال عند طفلك ما يأتي:

  1. شجع طفلك على أخذ قسط كافٍ من الراحة.
  2. حاول زيادة كمية السوائل التي يتناولها طفلك خلال اليوم  بحيث يعتبر التجفاف من المخاطر الرئيسية له. ويمكن أن نقدم للطفل الماء أو ماء جوز الهند أو عصير التفاح المخفف، ويجب أن نحرص على تفادي المشروبات الخفيفة.
  3. انتبه للطعام الذي يتناوله طفلك وشجعيه على تناول طعام صحي و غير ملوث أو ما تبقى في التلاجة أكتر من 24 ساعة.
  4. استشر طبيب طفلك حول إمكانية استخدام الأدوية التي توقف الإسهال.
  5. إذا كان طفلك يعاني أيضًا من التقيؤ، فيمكنك شراء محلول الجفاف الفموي من الصيدلية وتقديمه لطفلك.
  6. تعديل حمية الطفل بشكل مؤقت بحيث يمكن تقديم مأكولات خالية من التوابل و غنية بالنشويات، مثل الأرز والبسكويت المملح والباستا والبطاطا المهروسة.
  7. ولأنّ السبب الأكثر شيوعًا للإسهال الخفيف عند الأطفال هو العدوى الفيروسية والتي تحدث بسبب قلة النظافة, من الضروري تشجيع طفلك على غسل يديه جيدًا خاصةً عند استخدامه دورة المياه بالصابون والماء.

متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟

الاسهال عند الأطفال

مراجعة الطبيب تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حالة الطفل وشدة الأعراض ومدى استمرارها. إليك بعض الحالات التي قد تستدعي مراجعة الطبيب:

  • إذا كان مستمرًا لأكثر من يومين: إذا استمر لمدة أكثر من يومين دون تحسن، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.
  • إذا كان هناك علامات على الجفاف: يجب البحث عن الرعاية الطبية إذا لاحظت علامات الجفاف مثل جفاف الفم، وعدم البكاء بالدموع، وقلة التبول، والنعاس الشديد.
  • إذا كان هناك دم في البراز: إذا كان  مصحوبًا بوجود دم في البراز، فهذا يمكن أن يشير إلى مشكلة صحية أكثر خطورة ويجب استشارة الطبيب فورًا.
  • إذا كان هناك حمى عالية: إذا كانت درجة حرارة الطفل مرتفعة جدًا (أكثر من 38 درجة مئوية)، فقد يشير ذلك إلى وجود عدوى بكتيرية تحتاج إلى علاج طبي.
  • إذا كان الطفل يشعر بألم شديد في البطن: إذا كان الطفل يعاني من ألم شديد في البطن يصاحبه تشنجات، فقد يكون هذا مؤشرًا على مشكلة هضمية أو التهاب.

متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟

مدة استمرار الاسهال عند الأطفال يمكن أن تختلف بشكل كبير، وتعتمد على عدة عوامل بما في ذلك سبب الإسهال وحالة الطفل وعمره. في العادة، يكون الإسهال الناتج عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية مؤقتًا ويستمر لعدة أيام، ويختفي تلقائيًا بعد فترة. عادةً ما يستمر الإسهال البسيط لدى الأطفال لمدة تتراوح بين يومين إلى أسبوعين.

ومع ذلك، إذا استمر لفترة أطول من ذلك أو كان مصحوبًا بأعراض خطيرة مثل الجفاف أو الحمى العالية أو وجود دم في البراز، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.

التغذية الجيدة والمراقبة الدقيقة لعلامات التحسن أمور مهمة خلال فترة الإسهال، وعادةً ما ينصح بتقديم السوائل بكثرة لمنع الجفاف، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة الدهنية أو الحارة التي قد تزيد من حدة الإسهال.

عندما يتعلق الأمر بصحة الطفل، فإن المراقبة الدقيقة والاستشارة المباشرة مع الطبيب هي الطريقة الأمثل للتأكد من التشخيص الصحيح وتقديم العناية اللازمة.

كيف يمكن وقاية الأطفال من الإصابة بالإسهال؟

هنا بعض النصائح للوقاية من الإصابة بالإسهال لدى الأطفال:

  1. النظافة الشخصية: يجب تعليم الأطفال عن أهمية غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، للحد من انتقال الجراثيم والعدوى.
  2. تنظيف الأطعمة والمياه: ينبغي غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها، وتجنب تناول المياه غير النظيفة أو غير المعالجة.
  3. التطعيمات: التأكد من تلقي الأطفال لجميع التطعيمات الضرورية، بما في ذلك لقاحات الإسهال المعتمدة من قبل الأطباء.
  4. تخزين وتحضير الطعام بشكل صحيح: يجب تخزين الطعام في درجة حرارة مناسبة وتحضيره بنظافة، وتجنب ترك الطعام المطبوخ لفترات طويلة في درجة حرارة الغرفة.
  5. التغذية الجيدة: توفير نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتقليل فرص الإصابة بالإسهال.
  6. التدابير الصحية في الأماكن العامة: تجنب مختلط الأطعمة والمشروبات في الأماكن العامة، واستخدام مناديل واقيات عند التعامل مع أسطح مشتركة مثل أجهزة اللعب العامة.

على الرغم من أن الإسهال يمكن أن يكون مزعجًا للطفل ولآبائه، إلا أن معظم الحالات تكون غير خطيرة وتستجيب جيدًا للعلاج المناسب. من الضروري مراقبة حالة الطفل والاستماع إلى إشارات جسمه. وفي حالة الشك، دائمًا يجب استشارة الطبيب للحصول على النصائح والعلاج المناسب كما انه من الضروري دائما العناية بنظافة الطفل و طعامه لكي تتجنب حدوث مثل هذه المشاكل من الأساس.

كيف اعرف ادا كان ابني يعاني من الاسهال الشديد؟

ملاحظة خروج براز لين ومرن لاحتوائه على كمية كبيرة من الماء، إلى جانب تكرار عمليّة التبرز مرافق بدم بحيث لا تقلّ عن ع مرات أو أكثر خلال اليوم الواحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *